تحقيقات

طائرة عسكرية أمريكية تقوم بتحركات مشبوهة داخل الأجواء المصرية والإسرائيلية وقت المجزرة الوحشية في رفح

في إطار مراقبة حركة الطيران في الأجواء المصرية باستخدام أدوات الملاحة والمصادر المفتوحة، تمكنت’تقصي’من كشف تحركات مثيرة لطائرة عسكرية في أجواء سيناء بالقرب من الحدود المصرية-الإسرائيلية بسبب نمط تحليقها غير المعتاد، إذ لوحظ أن هذه الطائرة تتبع نمطًا متكررًا ومنتظمًا في منطقة ضيقة قرب الحدود، وهو ما يوحي بأن نشاطها قد يكون مرتبطًا بمهام استطلاعية ومراقبة، أو عمليات نقل شخصيات ومعدات حساسة، بالتزامن مع المجازر الوحشية التي ترتكبها إسرائيل في رفح في غزة.

من خلال تتبع وتحليل بيانات الطائرة، تبين أنها تحمل الرقم84-00160 وتندرج ضمن طرازBeech C-12U-3 Huron، وهي طائرة تابعة للجيش الأمريكي، وتنتمي إلى سلسلة طائراتBeech King Air العسكرية التي يُعتمد عليها في مهام النقل الجوي عالي الأولوية.وتظهر السجلات أن الرقم التسلسلي للطائرة هوBL-90، وكود الوضع S الخاص بها هوAE0404. إن وجود طائرة عسكرية أجنبية بهذه المواصفات في هذا الموقع يُعد أمرًا مفاجئًا ويثير تساؤلات حول الغرض الحقيقي من تحليقها داخل الأجواء المصرية.

كشفت سجلات حركة الطيران نشاطًا مكثفًا للطائرة خلال الأسبوع الماضي، إذ قامت بزيارات منتظمة ومكوكية لمطارات مصرية وإسرائيلية، فقد بدأت رحلتها في 3 أبريل من رفح الفلسطينية – حيث تقع مجزرة دموية هناك على يد جيش الاحتلال – متجهة إلى مطار شرم الشيخ، ثم انطلقت في 6 أبريل من مطار القاهرة عائدة إلى شرم الشيخ في نفس اليوم.

وفي 7 أبريل، تكررت الرحلات بين شرم الشيخ والقاهرة ذهابًا وإيابًا خلال ساعات معدودة. وسجلت بيانات حركة الطيران أمس يوم 9 أبريل رحلة من مطار شرم الشيخ إلى مطار تل أبيب وعادت منه بعد ساعات.

بجانب التحقق من سجل رحلات الطائرة، قمنا بالتحقق من مصادر متعددة أكدت أن الطائرة تابعة للجيش الأمريكي. اللافت للنظر أن الأدلة تشير إلى أنها ليست طائرة مؤقتة التحليق بين مصر وإسرائيل، بل تبدو مستقرة منذ زمن في إسرائيل منذ عام 2018 على الأقل. فقد تم توثيق تواجدها في منطقة “جوش دان” بتل أبيب، كما وثقنا.

أظهر البحث أن أقدم سجل موثق لظهور الطائرة داخل الأراضي الإسرائيلية يعود إلى يوليو 2018، مما يدل أن وجود الطائرة في الشرق الأوسط ليس حديثًا بل يمتد لعدة سنوات. كما أن نشاط الطائرة لم يقتصر على مصر وإسرائيل فقط، بل امتد إلى دول عربية أخرى. فعلى سبيل المثال، في نوفمبر 2021، نفذت الطائرة رحلة من قاعدة حتسور الجوية العسكرية الإسرائيلية إلى وادي الأردن.

على الرغم من أن نشاط الطائرة في المنطقة يعود إلى عدة سنوات، إلا أن تواجدها داخل الأجواء المصرية أصبح بشكل مكثف منذ عام 2024، فقد سجلت إحدى أوائل الرحلات المسجلة في هذه الفترة رحلة انطلقت في يوليو 2024 من جنوب سيناء متجهة إلى القاهرة.

في الوقت الذي تُصر فيه مصر دائمًا على اصطفافها مع القضية الفلسطينية، فإن السماح لطائرة عسكرية أميريكية بالتحليق بالقرب من حدود ساخنة، وتزامنها مع أحداث دموية في حرب إبادة على الحدود المصرية في رفح يضع علامات استفهام كبيرة حول الدور الخفي للسيسي ودرجة تواطؤه في أنشطة تُناقض خطابه الرسمي.