“آيريس” (نظام التحقيق الذكي السريع): إطار عمل التحقيقات مفتوحة المصدر المعزز بالذكاء الاصطناعي

في “تقصّي”، نستكشف باستمرار طرقًا جديدة لتعزيز قدراتنا في مجال التحقيقات مفتوحة المصدر (OSINT). يمثل ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي القوية فرصة كبيرة لإحداث ثورة في سير عملنا. إليكم إطار عمل قمنا بتصوّره يدمج “بيربليكسيتي إيه آي” (Perplexity AI)، و”نوتبوك إل إم” (NotebookLM)، ووكلاء ذكاء اصطناعي مثل “جينسبارك” (Genspark) لتعزيز تحقيقاتنا في مجال التحقيقات مفتوحة المصدر.

تم تصميم هذا الإطار ليكون تكراريًا ومرنًا، مما يسمح للمحققين بالانتقال بين المراحل مع ظهور معلومات جديدة.

مراحل إطار عمل آيريس

المرحلة الأولى: الاكتشاف والفهم الواسع (“بيربليكسيتي إيه آي” ووكلاء الذكاء الاصطناعي – “جينسبارك”)

  • الهدف: استيعاب نطاق الحدث بسرعة، وتحديد الجهات الفاعلة الرئيسية، والكشف عن الخيوط الأولية.
  • كيفية الاستخدام:
    – “بيربليكسيتي إيه آي”: ابدأ بطرح أسئلة عامة بلغة طبيعية حول الحادث أو الموضوع. تكمن قوة “بيربليكسيتي” في قدرتها على تجميع المعلومات من مصادر ويب مختلفة وتقديم إجابات موجزة مع اقتباسات. يساعد هذا في الحصول على نظرة عامة سريعة وتحديد الكلمات المفتاحية الأولية، والكيانات، ونقاط البيانات المحتملة.
    – وكلاء الذكاء الاصطناعي (مثل “جينسبارك”): انشر وكلاء الذكاء الاصطناعي لإجراء عمليات بحث أوسع وأكثر أتمتة بناءً على النتائج الأولية من “بيربليكسيتي”. يمكن لـ”جينسبارك”، على سبيل المثال، إنشاء “صفحات سبارك” – وهي صفحات معرفة مخصصة يتم إنشاؤها – من خلال تجميع المعلومات من مصادر موثوقة متعددة، مما قد يكشف عن روابط أو أجزاء من المعلومات أقل وضوحًا. يمكن تكليف هؤلاء الوكلاء بمراقبة كلمات مفتاحية أو كيانات محددة عبر منصات مختلفة.

المرحلة الثانية: التعمق والبحث المركز (“بيربليكسيتي إيه آي” وأدوات OSINT التقليدية)

  • الهدف: التعمق في خيوط محددة، والتحقق من المعلومات، وجمع أدلة مفصلة.
  • كيفية الاستخدام:
    – “بيربليكسيتي إيه آي”: استخدم “بيربليكسيتي” لاستعلامات أكثر استهدافًا. اطرح أسئلة محددة حول الأفراد أو المنظمات أو المواقع أو التفاصيل الفنية التي تم تحديدها في المرحلة الأولى. إن قدرتها على فهم السياق وتقديم إجابات مدعومة بالمصادر تجعلها ذات قيمة لتوضيح نقاط محددة.
    – (ملاحظة: الجزء الخاص بأدوات OSINT التقليدية لم يكن مدرجًا بالكامل في النص الذي قدمته لهذه المرحلة، ولكن سيتم ترجمة الفكرة العامة): في هذه المرحلة، يتم استخدام تقنيات وأدوات OSINT التقليدية (مثل البحث المتقدم في وسائل التواصل الاجتماعي، البحث العكسي عن الصور، إلخ). يجب أن توجه الرؤى التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي من المرحلة الأولى استخدام هذه الأدوات اليدوية لجهود أكثر كفاءة وتركيزًا.

المرحلة الثالثة: تنظيم البيانات وتحليلها (“نوتبوك إل إم”)

  • الهدف: توحيد جميع المعلومات المجمعة، وتحديد الأنماط، وربط نقاط البيانات المتباينة، وبناء سرد متماسك.
  • كيفية الاستخدام:
    – “نوتبوك إل إم”: هذا هو دفتر ملاحظاتك الرقمي المركزي المدعوم بالذكاء الاصطناعي. قم بتحميل جميع المستندات والمقالات ولقطات وسائل التواصل الاجتماعي والملاحظات وملفات الوسائط المتعددة ذات الصلة التي تم جمعها في المراحل السابقة.
    – التلخيص والأسئلة والأجوبة: استخدم قدرات الذكاء الاصطناعي في “نوتبوك إل إم” لتلخيص المستندات الكبيرة، والحصول على إجابات سريعة من مصادرك التي تم تحميلها، وتحديد الكيانات والعلاقات الرئيسية داخل بياناتك. على عكس الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي قد يخترع إجابات، فإن “نوتبوك إل إم” يؤسس مخرجاته على البيانات التي يوفرها المستخدم، مما يعزز الموثوقية.
    – الروابط والرؤى: استفد من “نوتبوك إل إم” للمساعدة في رسم خرائط العلاقات والتفاعلات بين الأفراد والمنظمات. يمكن للذكاء الاصطناعي الخاص به مساعدتك في رؤية الروابط التي ربما فاتتك وتوليد فرضيات بناءً على المعلومات التي قمت بتغذيتها فقط.
    – البودكاست/الملخصات الصوتية التي يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي: ميزة أحدث في “نوتبوك إل إم”، “الملخصات الصوتية (Audio Overviews)”، يمكنها تحويل مستنداتك ومصادرك إلى مناقشة حوارية بين مضيفين يعملون بالذكاء الاصطناعي. يمكن أن تكون هذه طريقة جديدة لمراجعة واستيعاب المعلومات المعقدة أو حتى لإطلاع أعضاء الفريق.

المرحلة الرابعة: توليد الفرضيات واختبارها (وكلاء الذكاء الاصطناعي – “جينسبارك” و “بيربليكسيتي إيه آي”)

  • الهدف: صياغة واختبار فرضيات التحقيق بناءً على البيانات التي تم تحليلها.
  • كيفية الاستخدام:
    – وكلاء الذكاء الاصطناعي (مثل “جينسبارك”): بناءً على الأنماط والروابط المحددة في “نوتبوك إل إم”، استخدم وكلاء الذكاء الاصطناعي للبحث بشكل استباقي عن معلومات جديدة يمكن أن تؤكد أو تدحض فرضياتك. على سبيل المثال، إذا افترضت أن فردًا معينًا كان في موقع معين، فيمكن تكليف وكيل ذكاء اصطناعي بمراقبة أي بيانات جديدة متاحة للجمهور تتعلق بذلك الفرد والموقع بشكل مستمر.
    – “بيربليكسيتي إيه آي”: استخدم “بيربليكسيتي” لاستكشاف سيناريوهات “ماذا لو” أو للعثور على معلومات تدعم أو تتعارض مع نظريات عملك. قم بصياغة أسئلتك لتحدي افتراضاتك.

المرحلة الخامسة: إعداد التقارير والنشر (“نوتبوك إل إم” والإشراف البشري)

  • الهدف: تجميع النتائج في تقرير منظم قائم على الأدلة.
  • كيفية الاستخدام:
    – “نوتبوك إل إم”: استخدم “نوتبوك إل إم” للمساعدة في هيكلة تقريرك. يمكن لميزات التلخيص وتنظيم البيانات الخاصة به المساعدة في صياغة أقسام من تحقيقك. يمكنك أن تطلب منه إنشاء مخططات تفصيلية أو توليد ملخصات للنتائج الرئيسية بناءً على مصادرك التي تم تحميلها.
    الإشراف البشري والتحقق: بشكل حاسم، يجب التحقق بدقة من جميع المحتويات التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي والنتائج التي تم التوصل إليها بمساعدة الذكاء الاصطناعي من قبل محققين بشريين. أدوات الذكاء الاصطناعي هي مساعدين، وليست بدائل للتفكير النقدي والصرامة الصحفية.

فوائد إطار عمل آيريس

  •  الاصطناعي معالجة كميات هائلة من البيانات بسرعة، مما يسمح للمحققين بتحديد المعلومات والخيوط ذات الصلة بسرعة.
  • تعزيز الاكتشاف: يمكن للذكاء الاصطناعي الكشف عن الروابط والأنماط التي قد يفوتها الباحثون البشريون.
  • تحسين التنظيم: توفر أدوات مثل “نوتبوك إل إم” طريقة منظمة لإدارة وتحليل مجموعات البيانات الكبيرة والمعقدة.
    قابلية التوسع: يمكن لوكلاء الذكاء الاصطناعي أتمتة مهام البحث والمراقبة المتكررة، مما يحرر المحققين البشريين لتحليل أكثر تعقيدًا.

الاعتبارات الأخلاقية والقيود

التحيز في الذكاء الاصطناعي: يمكن لنماذج الذكاء الاصطناعي أن تعكس التحيزات الموجودة في بيانات تدريبها. من الأهمية بمكان أن تكون على دراية بذلك وتقييم المخرجات التي يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي بشكل نقدي.

  • المعلومات المضللة والتضليل: يمكن أيضًا استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء تضليل متطور. يجب على المحققين توخي الحذر في التحقق من صحة المصادر.
  • خصوصية البيانات: تأكد من أن جميع عمليات جمع البيانات وتحليلها تتوافق مع الإرشادات القانونية والأخلاقية. قد تتضمن بعض أدوات الذكاء الاصطناعي مشاركة بياناتك مع أطراف ثالثة، لذا فإن فهم شروط الخدمة الخاصة بها أمر ضروري.
  • الاعتماد المفرط: يجب أن تعزز أدوات الذكاء الاصطناعي المهارات الاستقصائية البشرية والتفكير النقدي والحكم النهائي، وليس أن تحل محلها.

يوفر إطار عمل “آيريس” هذا نهجًا منظمًا ولكنه قابل للتكيف للاستفادة من قوة “بيربليكسيتي إيه آي” و”نوتبوك إل إم” ووكلاء الذكاء الاصطناعي مثل “جينسبارك” لتعزيز سرعة وعمق وفعالية تحقيقاتنا في مجال التحقيقات مفتوحة المصدر، مع الحفاظ دائمًا على مبادئ “تقصّي” الأساسية المتمثلة في الدقة والشفافية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *